فى ليله من الليالى كان أحد المدربين يقدم عرضا للأفيال فى السيرك و بينما كان الفيل الضخم يغادر الحلببه احتك بالقفص الحديدى الذى يرقد بداخله اكبر الاسود واشرسها .
وأنقلب القفص وخرج الأسد ثائرا مزمجرا وارتفع زئيره حتى هرب الواقفون وتجمد الجالسون فى مقاعدهم وكان واضحا ان الاسد قد اضمر الشر واستيقظت فيه طبيعته الوحشيه بصورة قاتله .
وفى هذه اللحظه قفز مدرب الاسود الى الحلبه و وقف فى مواجهة الاسد الهائج , فحدق الاسد فى المدرب بنظرات مرعبه وتراجع الى الخلف مكشرا عن انيابه الحاده ثم دق الارض بقدميه ومدد جسده الضخم استعدادا لقفزه هائله ينهش بعدها جسد المدرب وسط زئير هائل مخيف .
و أدرك المدرب خطوره الأنتظار و لو للحظه واحده , فرفع يده فى الهواء و هوى بالسوط على وجه الأسد الهائج بضربه قويه اليمه , أمرا أياه فى حزم و ثقه و قوه أن يعود الى حظيرته .
فأستدار الأسد فى خضوع خارجا من الحلبه . و أثبت المدرب بذلك أنه قادر على ترويض الوحوش و أخضاعها .
و لكن العجيب جدا أن هذا المدرب الشهير وجد بعد سنوات ميتا بسبب أدمانه للخمر ...
لقد نجح فى أخضاع طبائع الوحوش و لكنه فشل فى أخضاع رغباته الجامحه .
لقد قهر الأسود و لكن قد قهرته غرائزه ......
ان الرجل الذى لم يقتل الوحش قتلته غرائزه .
" مواجهه الفشل قوه و الهروب منه الضعف "
قصه من كتاب : رحله التحدى .
0 التعليقات:
إرسال تعليق